سجادة امرأة حكيمة

عدد المساهمات : 55 تاريخ التسجيل : 04/05/2010

سجادة امرأة حكيمة
بسم الله الرحمن الرحيم ..

اسعد الله اوقاتكم بالمسرات ..

________________________________

بداخلي حكاية عن شخصية واقعية ,,واحدة ..

ربما كل منكم متعااايش معها ولكن لم يستدركها الى الآآآآآن ..

لم يلتفت اليها بسبب تضاؤل الغفران ..

في بعض جنبات الازماااان ..

سأرويها بأحدااث خيالية بالنسبة لي ,,, وتمنيااتي لكم بقضااااء وقت ممتع اثناااء قرائتكم لقصتي المتواضعه ..والتي تطمح ان تكون في حسن ظنكم ....

:00013:

\

\

في ليالي رمضان .. كنت أذهب كل ليلة من العشر الاوااخر الى المسجد حتى أصلي صلاة القيام ..

وكانت فتاة بجانبي تحمل معها سجادتها يوميا .. استنكرت ماتفعله ..

فالمصلى مليئ بالسجادات ..

حتى سألتها يوما ..

مااسمك؟؟

قالت انا سارهـ..

قلت لها ياسارهـ:لماذا عزيزتي تأخذي هذه السجاده معك كلما أتيتي هناا؟؟

فقالت سأروي لك سرها ..ثم بدأت بالتحدث...

\

\

بينما كنت في عالمي الصغيييير .. قدمت الي والدتي وقالت: ابنتي هنااك حالة طارئة تستدعي سفري ,, فسوف اضطر الى ان اتركك في منزل جدتك خلال اربعة اياام..!!

حقيقة ,, كان البؤس ردا لقرار والدتي فالعيش مع امرأة كبيرة بالسن ,, صعب بالنسبة لفتااة في عمر الزهوووور ,,

قمت بأعدااااد الاغرااض.. وكانت دواااامة في داخلي من التساؤلاات بعدد كل ماوضعته في حقيبتي ماذا سأستفيد لو سكنت هنااااك في الايام القادمة ؟؟! ماذا ستقدم لي جدتي.. ؟ انها كبيرة السن .. هل سأتكيف معها وأرضيها ؟ ام ستكون خططي فاشلة كالعاااادة معها؟؟!! هل سأنجح في تنسيق باقة ورد لها ام سأظل فاشلة في تنسيق الوروووود ؟؟

توكلت على الله وذهبت تلك الليلة اليها ,, استقبلتني بصدر رحب ,,كنت اخشاها كثيرا ,,اخشى شدتها وانتقادها لتصرفااتنا العفوية دون تفكيـــــــر ..

كانت الراااحة تحتوي حجرتها بشكل جنوني ,, ارتحت كثيرا في النوم بتلك الحجرة الخالية من الملهيات والمسليااات والمفرحاااات التي لااستطيع ان اتركها .. كانت نظرتي خاطئة جدا لتلك الحجرة او بالأحق ... كان احساسي خاطئ .. كنت اقول تمتلك مالا كثيرا ولم تستمتع بها كيف ستريح نفسها ؟؟

في بداية اليوم الاول

.. ايقضتني تلك الجدهـ باااكرا ,,,

بعادتها ..يوميا تستيقظ بعد صلاة الفجر..ومن الساعه 7ونص في كل صباااح ,, مع تغريد العصافير وبين تراقص النسيم والرياح .. وتألق الورد الفواح .. في ذلك المنزل البسيط .. في ذلك الشعبي المصنوع من الطين .. يحين وقت الافتتاح ...!!

يحضر الشاهي والقهوة .. ويفتح مجلس الاستقباااال ..فتخرج تلك المرأة الكبيرة السن صاحبة الوجه السمح .. عمرها يتعدى 70 سنهـ .. وماتزال ابتسامته صباحية وكأنها تملك تفاؤل لشابة يبلغ عمرها ال14 سنهـ ..

تنساب بكل هدووووء وتذهب الى ذلك المجلس حتى تستقبل كل من يفكر ان يتصل بها ليلتقي بها في ذلك المكان ..

لاتمتلك هاتفا ,, ولاأي نوع من اجهزة الاتصال المتوفرة لدينا .. لاتنتظر تقنية جديده تساعدها للوصول الى قلب شخص مااا .. بل كان ايمانها قوي بأن من تنتظره سيأتي في صباح يوم ماااا ..

سعدت كثيرا في تلك اللحظااات .. بل اخذت عيناااي بالتأمل محاولة استدرااااك سبب عدم اختلال نظامها اليومي ..!!

تناولت وجبة الافطار معها ودخلت ذلك المجلس ..

لم تمر دقائق الا وهناك شخص يقرع البااااب .. ذهبت وفتحته دخل ابن خالتي ..

سألته .. مالذي دفعك للحضور الآن ؟؟ هل فقدت شئ ما هناا وتريد البحث عنه ؟؟

ضحك وقال : انا يوميا أأتي الى جدتي واجلس معها قبل الذهااب الى الجامعة ..

تعجبت كثيرا ورحبت به .. ودخلنا .. اليها

أخذوا هو وجدتي بالاخذ والعطااء في الحديث .. كان يقول لها كل اسراارهـ تعجبت كثيرا بأن شابا قادما اليها يحكي لها حكاياته بل تتابعه هي في يومياته..

خرجت من المجلس وأنا افكر كيف بكبيرة تستطيع ان تساعد وتعطي شورها لأبنااء جيلنا هذا ؟؟ كيف استطاعت ان تصل الى اقناعه رغم تفرع تفكيره وماالوسيلة التي جعلتها ناجحه في ذلك.. ؟؟!

في اليوم التالي

.. استيقظت قبلها .. فكنت اريد ان اتأكد هل هي فعلا يوميا تنتظر احد قادم دون ان تبلغ بذلك ام لا ؟؟!

سعدت كثيرا عندما رأتني .. وذهبت لذلك المجلس مرة أخرى ..!!

سألتها:هل سأتي اليوم احد ما جدتي ..

قالت: بالتأكيد ياابنتي ..

قلت لها: ياجدتي ولكن الاتتعبي من هذا التجمع ..فالبشر متعبون احياانا .. الا يكفيك تجمع افراد عائلتنا مساااءا ؟؟؟

قالت: وكيف اتعب وانا اكتسب بركة لم تدركيها يابنيتي ..

سألتها ماذا تقصدين؟؟

سكتت لمهلة ثم قالت ((أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، و أبخل الناس من بخل بالسلام ))

شعرت بالخوووف .. فربما فهمت اني انانية نوعا ماااا في حرصي على ان لاتستقبل احد..

لم تمر ربع ساعه والا يقرع باب المنزل أخرى ... كانت القادمة في هذا اليوم امرأة غريبة لم اعرفها حقيقة في البداية .. وهي كذلك لم تعرفني

عندما سألتها من انتي اتضح انها زوجة المدير الذي يدير المحلات اللتي تمتلكها جدتي ..

سألتها بكل تعجب .. ماللذي دفعك للقدوم هناااا ؟؟ هل هناك خطأ او أزمة تمرون بها ..

ابتسمت وقالت .. لااياابنتي انا لااغيب عن جدتك كثيرا فأني اعاودها كل يومين او ثلاث .. فأنتي لاتعرفي ماهي قمية الجلسة معها ..

افتخرت كثيرا ...وتعجبت اكثر .. فهل جدتي تحمل تواضعا لهذه الدرجة ؟؟ لم اتوقع ابد انها تحمل صداااقة حتى لمن يخدمها بل اهل من يخدمها ايضا .. ابتسمت وجلست معهم كذلك .. كانت الجلسة الصباحية استرااحة للصمت لم اعلم متى سيتحدث ..

وأثناء وجودها قدمت جارتنا الينا كذلك .. كانت الاموور التي يتكلمون بها دروووسا لي .. لو تحدثت بها لجرحت وظلمت بنسيااني وعدم وفائي لتلك المدرسة التي كنت طالبة فيها ..

ومر اليوم الثالث والرابع

وانا بكل شغف انتظر من سيأتي .. ماذا سأتعلم في هذا اليوم ؟؟ ماهي نوع الاجابة التي سأتلقاها هذا الصباح ..

كان صباحها من نوووع غريب .. مليئ بالسكوووون لوحدتها.. والسعادة نابعة في ذلك المنزل لما في قلبها من رضا ..احببتها كثثيرا .. واحببت من يأتيها..

في الليلة الاخيرة..لم تستطيع عيناااي ان تطبق جفونها .. حزنت كثيرا .. لأني سأغادرها .. ولااعلم هل سيكون لي نصيب من صباحها مرة اخرى لمعاودتها والبقااااء اياما معها ام سيقتصر نصيبي في هذه ال4 ايام فقط؟؟

حتى اشرقت الشمس .. قمت لأعداد حقيبتي مرة اخرى ففي الظهيرة ستأتي والدتي لأعوود لمنزلي ..

كنت اسابق الوقت حتى لااتاخر ففي هذا اليوم سيكون آخر جلسة صباحية .. آخر حصة دراسية .. لكن من نوع آخر .. لمادة مليئة بالحكم ..

في جلستنا الأخيره ..

جاء رجل كبير السن .. عندما سمعت اسمه جدتي .. اضطربت نوعا ماا ..

حتى وصل اضطرابها الى خوفي من ذلك الرجل ..

اقتربت مني جدتي وطلبت مني الالتزام بالصمت فهذا أحدى أصدقاااء جدك رحمه الله..

بدأ بالتحدث ذلك الرجل بأموورها المالية.. وكان يريد ان تعرض جدتي منزلها للبيع..

كان يُصر على ذلك ولكن جدتي ترفض ..

في البداية سعدت بطلبه ف البيت قديم وشعبي كما قلت سابقا.. كانت نظرتي سطحية للأمر حقا..

أخذوا بالنقااش والجداال طويلا.. وكأن القرار حبلا بينهما أحدهم يشد تارهـ والآخر يرخي تآرهـ ..

واستمروا في ذلك دقائق طويلهـ .. كادت ان تكون ساعات ..

حتى وقفت جدتي قائلهـ ..

::

::

((أسمع ايها الرجل .. صبري اللذي جعلني اصبر على فراق زوجي ووتربية بناته ال6 منذو صغرهن ..سيجعلني قادره على تحمل هذا المنزل .. فهو يحملني ذكرياااتي وكأنه مصدر لقواتي على تحمل ماأتعرض اليه بدوونهـ ..

اسمح لي فوفااائي يمنعني من بيعهـ .. ولوا نه صنع منذ 40 سنهـ الا انه يجدد حياتي يااخي ))

كانت الصدمة عنواااااان لحبي لي هنا... فقد أدركت ان قسوتها بدافع حب .. قسوتها بدافع وفااااء ..

ادركت اصرارها ان تجمع بناتها اسبوعيا يكون في منزلها لهذا السبب..

وادركت انها تؤمن ببركة النية الصالحهـ كما تقوووول ...

كان اختتام يومي هناااك دروووس صعبهـ .. لم اتيقنها ابدا الا من قضاء وقتي معها... كان عنوااااانها ((جدتي وردة في مزبلة الخونهـ الجافة ))

عدت الى منزلي تاركة لي جدتي شيئا كبيرا لم استطيع ان اعبر عنهـ .. يتلعثم لساني اذا بدأت فيهـ ..

بل كان دافعا لي ان اقدم لها هدية حتى تسعد بها ..بل حتى تدرك اني اود ان اقدم لها شيئا مااا ..

فقررت وقلت لوالدتي أنه اذا ذهبت اليها المره القادمة سأدخل بهدية قيمة لها ..

انشغل بالي كثيرا حيرة ماذا أقدم...؟؟

فكرت ان ابروز حبها بأغلى المجوهرااااااااااات..

ثم قلت تمتلك ذلك كثيرا..

ثم قلت سأبروز حبها بأزكى انواع العود والعطووور ..

ولكنها لاتفقد ذلك..

ثم قلت سأتكلف بتقديم رحلة لأي مكان تو ان تذهب اليهـ ..

ولكن .. الملل يحتويها من الاقبال على الحياة والسفريات..

اخذت الافكار تجور في داخلي .. حتى توقفت في مرسى ارضائهااا ..

قررت أن اقدم لها سجادة صلاة ..صحيح انه ليس لهاقيمة مالية كبيرهـ ..

ولكن سأكسب أجرا بأذن الله.. فهي كثيرة الصلاة ومتدينهـ ..

بل متأكده أني سأرسم ابتسامتها فرحا بذلك..

يقودني الشغف الى شرائي .. بل كنت انتظر ان تقول والدتي سنذهب اليها حتى تكون ردة فعلها كحلا لعينااااااااي.. اصبحت احلم بذلك كثيرا من شدة شوقي لهاا..

ومرت الايااام وانا بين الانتظاااار والوصول الى الاحلااام..

وفي ليل يوم من الاياام..

سمعت هاتف والدتي النقال يدق قبل ان أنام ..

عندما رأيتهـ ترددت بالرد فقلت لا.. انه عابث يتنقل بين الارقام ..

استمربذلك.. ثم قلت في نفسي اتركيه يافتاة فبالتأكيد انه ذلك العابث فلن تتوصلي معهـ الى السلام..

وخلدت غرقة في نومي..حتى استيقظت على صرااااااخ اليم..

ايقظني من حدتهـ ..

لا اعلم هل هو صادر من منزلنا .. ام جار لنا ..؟ تنبهت مفجووعة بذلك..

وقمت مسرعه لااعلم هل انا في علم ام حلم..؟؟

لااعلم الى اين اتجه؟؟

اصبحت اجري الى كل مكان في المنزل .. وسرعتي تداهم سرعة نبض قلبي خوووفاا..

بل اصبحت ارجوا ربي ان يكون خير ..

حتى وصلت الى ممر ..وجدت امي واقفهـ ,, والدموووع تملأ عيناها ..

كانت تصرخ باكية بانهياار وحدها .. بل تقدمت الي واحتضنتني ..

كان احتضاانها غرييييب..!!

فبعادتنا نحتضن امهاتنا لنغرق راحهـ ..

اما هنا فرأيتها هي التي تريد ان تجد مقرا للراحهــ .. بل لأستقرااار بعثرتها...

كنت احااااول اطفااء حرارة حالتها وحزنهااا حتى يستطيع القدر ان يشعل حرارة خبر مفجع سينتقل الي ..

مرت دقائق .. وكأنها سنين.. بانتظارها ان تتحدث..كنت اشعر وكأني في عالم الحروب ..

بين الاستسلام للخبر المقاتل والهروووب..

ام اجاازف وتحلى بقوة القلوووووب..

جلست والدتي .. ثم اسقيتها ماااء .. فقالت..

ابنتي .. جدتك تطلبك الحل ياابنتي .. انا لله وان اليه راجعون..

هنا.. لم استوعب كلامها ..كيف؟؟متى.. لماذا؟؟!

مالسبب..

كانت صدمة اوقفت حتى ذاكرتي الآن .. آخر ماقلتهـ ..كلمة واحده ولا اعلم ماهو معناها في ذلك الوضع ..

صرخت:لاااا بصوت مبحوووووح حتى توقف..ثم سقطت أغمااءا..

وعندما استيقظت وجدت الجميع حولي ..امي وابي واخواتي واهلي جميعهم..

ولكن ..

رأيتهم بلون واحد فقط.. لشدة حزني لم أراهم الا بلوون رماادي..

كان الاسى يحتوييييهم.. التفت من الجهة الاخرى .. وجدت هاتفي يدق..

انها صديقتي .. حاولت ان تعزيني..

لم استطيع الرد.. فكان الأسى سارق لي .. بل سرق جميع قواتي ..

بعدها توقفت سعادتي .. بل توقف لساني وصوتي .. توقف كل شئ ..

تأثرت كثيرا ليلتها.. وفي صباح اليوم التالي .. طلبت مني والدتي ان ادخل اليها في المغسلة ..

حقيقة ,, رفضت ذلك في البداية .. كنت أخشى هذه الاموور بشدهـ .. بل كانت اول مرة احضر بها عزاااء لأقرباائي..

ولكن اصرار والدتي كان كالمصعد الذي اصعدني جبرا اليها ,,

دخلت والخوف يمتلكني ..

زاحمت الجميع حتى دخلت .. فكان عدد القادمين كثيرا .. جميعهم يحبووها ويدعون لها ..

حان وقت الودااع..

وقفت امامها ..ووجدتها مبتسمة .. ومن وجهها نورا منبعثا .. يشابه ذلك النور الذي كنت اراه في كل صبااااح .. ولكن اشد نووورا.. بل ان رائحة المسك فائحهـ شممتها وانا في جانب البوابة .. قبلت جبينها واغمضت عينااااااااااي .. فاذا بالمؤذن يأذن صلاة الظهر.. كان صوته يتردد في مسمعي .. حتى شعرت وكأنه رسالة للأيمااان بما حصل..

تردد ..حتى حمدت ربي على حسن الخاتمة التي رأيتها ..ثم خرجت ..

\

\

أخذت سارة بالبكااااااااء

ثم منعتها عن الاكمااااااااااال,,!!

فأدركت ان السجادة التي معها .. هي التي تمنت ان تسجد بها جدتها ..

دعوت لها ولجدتها .. بل دعوت ان يجمعني بهم في جنتهـ .. وخرجت ...

((جميعنا ..سنمر بهذه الموااقف .. وربما مررنا بها كثيرا .. ولكن؟؟

هل سنظل هكذا.. لانشعر بقيمة الشئ حتى نفقده ونتألم بلسعته؟؟ ))

اتمنى من الجميع ان يكون الحب والاخلاص ..سلعاا متببادلة بينهم ومع من حولهم..:8:

القصة بقلم اخوكم

hmoOody

تسلم اخوي على القصه

عساك على القوه

منتظرين جديدك

اختك

شموخ عزي