وصــــــف الدنيــــــا
--------------------------------------------------------------------------------
قال رجل لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهة ياأمير المؤمنين صف لنا حال الدنيا .
قال : (( وما أصف لك من دار : من صح فيها سقم ,, ومن أمن فيها ندم ,, ومن افتقر فيها حزن ,, ومن استغنى فيها افتتن ,, في حلالها الحساب ,, وفي حرامها العقاب ))
اكثر الشعراء من وصف حال الدنيا ، و من ابلغ ما قيل فيها قول ابي الفرج الكاتب :
هي الدنيا تقول بملء فيها **** حذارِ حذارِ من بطشي و فتكي
و لا يغرُرْكُمُ حُسنُ ابتسامي **** فقَوْلي مُضحِك والفعل مُبكي
و قال ابن المعتز :
عجبًا للزمان في حالتيه **** و بلاءٌ دُفِعْتَ منه اليه
رُبّ يومٍ بكيتَ فيه فلما **** صرتَ في غيره بكيتَ عليه
فابن المعتز يصف حال هذه الايام التي لا ياتي يوم فيها إلا اْسواْ من الذي قبله ، حتى اليوم الذي يبكي المرء فيه من البلاء و الهموم ، يعود فيبكي عليه عندما ياْتي يوم غيره ؛ إذ يرى الاْيام التي تليه اْشد عليه و اْقسى.
ويصف ابن الرومي هذا الدهر الذي يُعلي الوضيعين و يحطُ الشرفاء ، مشبهًا إياه بالبحر في قوله:
دهرٌ علا قدر الوضيع فيه **** و ترى الشريف يَحُطهُ شَرَفُهْ
كالبحر يرسب فيه لؤلؤه **** سِفلاً و يعلو فوقه جِيفُهْ